وهكذا اندلع القبح

مريم تقف كعادتها فجر كل يوم على ناصية شارع شامبليون في انتظار سيارة جريدة الاهرام لتتسلم الطبعة الاولى من الجرائد ، تسجلها وتبدأ في وضعها بعناية على الطاولة الخشبية المرتكزة على قالبي الطوب التي استعانت بهما بعد اخر مشاجرة حدثت بين المعلم وخالد- الذي يحضر له الشاي – والتي نتج عنها سقوط خالد على الطاولة بسبب قبضة المعلم القوية التي هوت على وجهه بعد ان لاحظ تطاوله عليها.

.البرد شديد والظلام دامس إنه اول يوم في العام الجديد الشوارع مهجورة تبدو وكأن مر عليها عاصفة زجاجات فارغة وبالونات ممزقة واوراق ملونة وبواقي اكياس من محلات الماكولات في كل مكان. المعلم لم يحضر بعد ، وسيارة الاهرام تأخرت ، ولكن ظهر خالد بعيون حمراء ومنتفخة وكأن العاصفة مرت عليه هو الاخر.
تشعر بان حياتها على وشك ان تتغير للابد ، طردها المعلم وابوها وبعد تسعة اشعر تستقبل مولودها وحيده في الشارع وهكذا اندلع القبح.

Leave a comment