انا وهي لما بنسهر

القصة دي كتباها السنة اللي فاتت, كان الموضوع عن البعد اللي بنعيشوا بين نفسينا وبين اللي المجتمع بيفرضوا علينا.

الموضوع بيبتدي من كل ليلة بحط راسي ع المخدة و اقول هانام, قرار بيحصل ما بين 2 ل 4 ساعات بينتهي بقرار تاني إني استنى الفجر اصلي و انام, بفضل احكي معاها ع اللي بشوفه, بدخل ع السوشيال ميديا اشوف الناس بتحكي في نفس الحاجات, بتعجب, بستغرب,  بضحك, بعمل مش من هنا, بتوقفني حاجات في النص ليها معنى بيبسطني, اسرح تاني و ارجع اتكلم معاها, بنحكي في مواضعينا المفضلة, التناقض, الشيزوفرينيا, الانماط…. بنحكي في اللي نفسنا فيه.. سرحت معاها في رغبتي إني اجيب كلب و شكل بيتي و هو فيه مكان للشوي و مكان اقدر اجري فيه او اسوق فيه عجلة من غير ما حد يبصلي أو يحسيسني إني غريبة, بضحك و بفتكر الشيزوفرينيا, بفتكر قد ايه مننا بيحبوا الكلاب بس لما بنشتم بنقول يا كلب أو يابن الكلب, بنذم البشر بالكائن المحبب الينا, بسكت و ارجع احكيلها تاني لحد مانام.

كان آخر يوم ليا فالشغل, كانت مبسوطة اوي اني هاسيبه, كانت بتقنعني كتير إني لازم امشي, كنت بقولها هامشي لما اكون واقفه على أرض صلبة, القرار الي خد سنتين و نص. كتير كنت ببقى حزينة و كتير كان بيبقى عندي رغبة اجيب ساند باج و احط عليها صور المفتريين و انزل فيهم ضرب, ببص للمكان علشان اتأكد انه قرار صح, بنضحك سوا إن لايمكن يكون ده قرار غلط, ببص للقاعدين بيشتغلوا, كنت دايما بحس إني مربوطة بسلسلة و مقيدة بحديد,هي مجرد سماعة بحطها على دماغي لمدة عشر ساعات, اوقات كنت بنسى اشيلها لما بكمل شغل عالكمبيوتر في وقت الراحة, كان ليها سلك طويل ملفوف زي السوستة, كنت بتحرك بيه في حدود خمسة ستة متر, زي اللي عليه حكم إنه مايسبش البيت, و ارجع اجري اول ما يجيلي مكالمة آخد النفس العميق و أحيي الزبون, كانت أحلى حاجة في يومي لما ادوس على زرار الساين اوت كان بيعمل سيمفونية تين تين تين… آه كان سجن, ووجعه الاكبر إنه تطوعي , إفتكرت إن اليوم ده حكمت على نفسي بالبراءة , ماكنتش ماشية علشان لاقيت الارض الصلبة, كنت ماشية عشان الاقيها, علشان هيّ مؤمنة بيا و علشان كده كانت فخورة .

مرة كانت مضايقة, و نفسها اجيب عربية علشان ابطل اركب موصلات لأن غير أمراض الحر و الزحمة في أمراض النفوس الضعيفة اللي بعيش فيها مع إختلاف المشاهد, كنت بقولها زمان لما حد كان بيقولي كلمة مؤذية كنت أول حاجة بحسها إني أكيد عاملة حاجة غلط, علشان لما كنت بفكر ارد او اعترض كان بيتقلي لأ, او انت اللي غلطانة, مع إني بمشي زي بابايا و مش شايفه في لبسي حاجة, بس لقيت إن علشان اللي بيغلط محدش بيقفله, فا بقى يسوق فيها و بياخد غيره معاه في طريقه, واحد شبه الحرامي لو عايز يسرق عربية ميفرقش في نوع او لون و متغطية او لأ, هو مدي لنفسه حق مش حقه, آخر مرة حاصلي موقف كانت مخنوقة اوي, كنت قاعده في سلام و قاعد جنبي واحد كل 10 ثواني كوعه بيخبط قال يعني من الاهتزازات طلبت بذوق يوسع شوية, و قامت حريقة كأني شتمته بأهله, “ودي فاكرة نفسها ملكة جمال أمريكا” معرفش ليه أمريكا, بس يا ريتها جات على كده, فضل يزعق لأني كل اللي قلته “اتكلم بحترام أنا مغلتطش فيك”, و هو بقى عارف إنه لما يعمل كده محدش هايكلمه,علشان اسلوب خدوهوم بالصوت. آه أنا الصعيدية اللي جوايا طلعت و السواق راح مقعده قدام بس حسيت إن واقف في زوري كلام كتير ماتقلش , مش معنى إن ممكن ابقى ذوق أو منكمشة في نفسي إني خايفة منك,  لأ حضرتك أنا مش عايزة أطلع الانسان اللي نفسه يلطشك بالقلم.. و يوميها قلتلها ماتخفيش أنا ابتديت اتعلم كيك بوكسينج..

اعلانات عن سفريات لاوروبا واللي يغيظ إن اسعارها مناسبة,5 ايام أو اسبوع, بشوفهم و بتخيل و انا معايا الكاميرا و بلقط صور لضحكة حقيقية, لمكان جماله ليه بعدين, إنه تراث و إن شعبه محافظ عليه, صورة لناس بترقص على الحان واحد بيعزف جيتار فالشارع, و صورة لناس بتعدي الشارع علشان الاشارة خضرة, و صورة أكلة ليها قصة مرتبطة بالشعب بتاعها. بتقولي روحي ايه اللي هايحصل؟! بسكت, علشان بخاف اكسرها, منا مش عارفة اقولها إني طول منا تحت بيت مش بيتي لازم احترم قوانينه. ماهي عارفة اني مش كدة, و بتشوفني بعمل اللي في دماغي, بقولها طول منا راضية, هافضل منطلقة, بس إنطلاقي في حدود, ماعجبهاش كلامي. بتقولي بس اللي رافضين سفري منطقهم غريب, بيثقوا فيا بس بيخافوا من الناس, و مؤمنين إن ربنا بيحمي بس بيخافوا من الخطر,بيضحكوا على نفسهم و بيناقضوا افكارهم هما اللي عندهم خلل في المبدأ, في اليوم ده قررت إني هابتدي المعركة, و هاسيب البلد, اتنين صفر ليهم و هي دي الخطة, إكسبوا! علشان اللي بتخسروه عصيان بيكبر لحد ماهوصل, هي رِضّيت بالفكرة, وأنا لسة بلعب….

لحظات إحباطية، فين الارض الصلبة، انا مين و عايزه اروح فين، لحظات الضعف، أنا مش زيهم بس يمكن هما صح، يمكن انا غلط، ببعد عنها و مبقبلش انها تأثر فيا، عارفة إنها مش هتوافق اضعف، بابعدها، يمكن المشكلة في اني مش عايزة ارض صلبة؟! انا عايزة اطير، ليه عايزنّي اعيش زيهم، ليه هيفرحولي بسّ لو شافوني بفستان ابيض، حتى لو مش مهم هو مين! بيفرحوا بمظهر و في الآخر هايسبوني علشان ده نصيبي حتى لو ماكنش فيه الخير زي ما دايما بيدعوا، لحظات بقرر إني بضيع وقت بأحلام، هانزل و اشتغل تاني، انا اقدر اقدم في كذا حاجة، يمكن مش عايزة منهم ولا حاجة, بس يمكن لازم اكون كده، بصرخ يمكن اكون اتأخرت يمكن مقدرش اسافر أو  مقدرش ادرس أو مقدرش اكتب أو مقدرش ابتدي بتقولي “ﻷ”، ﻷ قوية بتفضل تقاوح بتفضل تحاول، “قومي نسهر قومي نسهر”، متناميش من غير ماتحلمي، بس اليوم ده بقول يمكن بكرة بسكت و بنام… و هيّ مبتفقدش الأمل فيه.

صحيتني في يوم بدري لازم اقوم و انزل حالا علشان اروح حمام السباحة , حسيت إني مش فاهمة حاجه انا نايمة بعد الفجر و الساعة 9 اقوم ليه ممكن مروحش اعوم منا هاروح الجيم كده كده,  قالتلي لأ بس إنت وعدتيني و مظبطة الشنطة من بليل, قولتيلها بس محدش رايح, واحدة خافت علشان الانتخابات اليوم ده, و التانين ليهم ظروف, قالتلي قومي بقى و روحي لوحدك, قعدت ع السرير و بالراحة فتحت عنيا, و لقيت رسالة من امي فيها رقم لجنتي, شايفة أنه غريب إني منزلش انتخب, سبتلها ورقة بتقول, (انا رحت العب في الميا, علشان مبحبش لعبتكوا). في البسين قالتلي فاكرة لما كنت حاسة انك مش هاتعرفي؟! افتكرت إني اتعلمت اعوم من 3 سنين في 6 حصص, كنت فاهمة أنه صعب في السن ده, ضحكت و اتقلبت على ضهري و كملت عوم, عرفت 4 بنات و لعبنا شِبه باليه مائي, نتشقلب و نقف على ايدينا و نطلع نتنفس, و نحدف الكورة و لازم تبعد و نروح نجيبها, كنت مبسوطة بيهم, روحنا إتغدينا مع بعض و اتمشينا شوية في الزمالك, كلنا مع بعض و كمان حَلينا و طلعت ع الجيم بعد ما اتفقنا ننزل نجري يوم الجمعة الصبح. في الجيم طلعت ع العجلة, حطيت السماعة في وداني و إبتديت اقول وراهم, Je Parlé le française un peu انا اتحدث قليلا من الفرنسية. خلصت و لبست بسرعة وقابلت ناس منهم اصدقاء و منهم ناس اول مرة اشوفهم, إتناقشنا و حكينا في زمنا, اتكلمت كتير اليوم ده افتكر جملة كنت برد بيها على موقف ” الانسان عنده إحباطات كتير جدا سواء مادية, مجتمعية, اخلاقية ,انعدام الفرص او الطاقات اي حاجة ليها اثرسلبي انه يكمل, بس الحقيقة ان كل دي عناصر بنحب نؤمن بيها علشان منواجهش الفكرة إن العنصر الحقيقي هو عدم إيمانك بنفسك, و إن اللي عنده طاقةّ عزيمة وإيمان بنفسه بيوصل لحلمه “و بقى ده موضوعنا, و مع إتفاق و إختلاف الغير هي كانت سعيدة جدا إني بعبر و بتسمع, يوميها صورت طفلة بتنط في البيسين و سعادتها بينا في ضحكة و صوت صرخة قبل ماتخبط في الميا، صورت ناس بياكلوا على رصيف و صوتهم يوصل للغريب و يمشي يضحك معاهم، صورت قعدت ناس بيحلموا باين في عنيهم تفاؤل. و ليلتها كنت بضحك, قالتلي “نامي مش هانسهر…..”

 

 

Leave a comment