عزيزي الشاطر حسن 2

عزيزي الشاطر حسن ،

لا أدري لماذا تقسو عليا هكذا. ألا يكفيك؟

تتملكني حيرة تمزق وجداني. تارة أقول لنفسي قد نسيك فأنسيه. لا جدوى الآن من ارتقاب الوصال. وليس هناك مدعاة الشكوى. لتصوني كرامتك وتبتعدي وهو -إن كنت غالية عنده فعلا، إن كان مشتاقا- سيأتي. قد تركك بالفعل بداخله ولم يفصح. لو فقط واتته الشجاعة ليقولها لي في وجهي. الرجال معظمهم جبناء، لا يستطيع الواحد منهم أن ينظر في عيني إمرأة ويقول لها قد توقفت عن حبك. أتعلم؟ قد كان يكفيني أن تقول لي “أحبك” دون “لآخر العمر” لما لمتك ولا عاتبتك. قد كان يكفيني أن تقول “أحبك” وأن يكون لهذا الحب آخر. ولكنك، يا عزيزي، إدعيت أن حبك لي ليس له أول ولا آخر. والبينة، يا حبيبي، على من إدّعى.

وددت لو تقول لي بماذا أخطأت. وددت لو تعاتبني كما عاتبتك. وددت لو تتمسك بي وأن أرى حبك ولو في نظرة عينيك. ولكن حتى هذي تستكثرها علي. لماذا يا حسن قلت لي أنك تحبني إذا؟ وما صرفك عني، إن كنت قد صرفت. ترى هل لازال حبي في قلبك كما وعدت؟ ترى هل تفعل ذلك لأجلي كما إدّعيت؟ أدعو الله أن يرزقني بإجابة

في التارة الأخرى يا حسن، في التارة الأخرى يا حبيبي، أقول في نفسي أني لم أحبك لأنك أحببتني وأني أحببتك قبل أن تحبني وأن حبي لم يكن في يوم ردة فعل، فلماذا يكون اليوم؟ أقول لنفسي أن كل حب ينتظر عوضا هو ليس بحب. وأنه وإن أحببتك فعلا لأردت لك الخير. وأننا لا ننتظر في الحب عوضا. أتذكر كلمة قالها.لي أبي ذات مرة، قال لي”  جُل ما نستطيع نفعله هو أن نُحِب، لا يسعنا إلا ذلك. أما أن نُحَب فلا حيلة في ذلك” لنا لا أدري..حقيقة لا أدري. ماذا علي أن أفعل فينفسي؟ لم أكن يوما ضحية ولن أكونها اليوم. 

أحتار ما بين أن أتعامل وكأن شيئا لم يكن ونكون أصدقاء وبين أن أكون أنا أنا بكل ما في. لم أعتد أن أُبدي عكس ما أعلن ولم أعتد أن أتظاهر بشيء ليس بداخلي. لكنك-على ما يبدو- لا تقبل وأنا-على ما يبدو أيضا- علي أن أكون أنا بكل في لأني لا أريد إلا أن أكون حقيقية ولكن يبدو أن هذا سيعني خسارتك. لا بأس يا عزيزي، لا بأس. فخسارتك وإن كانت فادحة ومؤلمة فهي بالقطع أهون من خسارتي لنفسي.

على أية حال، كن دائما بخير

 

Leave a comment